أخرص .. يا قرد !!كتب عن هذه النظرية الشهيره .. الكثير من الكتاب .. وتناولتها الأقلام .. حتى بلغت شهرتها عنان السماء .. وهي بإختصار : قامت إحدى معاهد الأبحاث بتجربة علمية على مجموعة من القرود .. حيث قامت بأخذ أربعة قرود .. ووضعتهم في غرفة مغلقة .. وعلقوا في سقف الغرفة سلة من الموز في مكان مغري تتدلى منه هذه السلة في منتصف الغرفة . ووزعوا في جميع أنحاء الغرفة رشاشات ماء تنهمر بمجرد الاقتراب أو محاولة لمس هذه السلة المغرية .عندما شاهدت القرود هذه السلة المملوءة بهذه الفاكهة المفضلة لدى القرود .. هبوا جميعا كالأسود الضارية تجاه هذه السلة لافتراسها .. وبمجرد البدء في محاولتهم هذه !!انهمرت عليهم المياه من كل حدب صوب .. لتأديب هذه القرود المسعورة .. التي حاولت أن تقترب من هذه السلة .وهكذا كلما حاولت القرود الاقتراب من هذه السلة .. كان العقاب الجماعي لهم بالمرصاد .. حيث تنسكب المياه على كافة من بالغرفة حتى الذي استسلم ولم يعد أو يكرر مثل هذه المحاولة المحفوفة بالمخاطر .. كان العقاب يشمل الجميع بدون استثناء .وبعد أن استسلم الجميع .. و انهارت قواهم .. قام أحد القردة وهب كالأسد الجريح .. تجاه هذه السلة .. لم تخيفه ولم تردعه هذه الخراطيش الجائرة ..
تعرفون ماذا حدث لهذا القرد المتهور ؟؟ لم يعاقب هذا القرد الجريء بخرطوش المياه هذه المرة .. بل قفزوا عليه أصحابه ( هههههههه ) .. قبل أن يكمل مهمته .. لأن مغامرته هذه تعني تعرض الجميع لعقاب المياه الجماعي .
وهكذا دواليك .. كلما أقترب أحد القرود .. أو حاول أن يفكر مجرد التفكير من الاقتراب من هذه السلة .. عاقبه زملاؤه بوجبة محترمه من الضرب .. تعيده إلى صوابه .. وتجعله يفكر ألف مره .. قبل القيام بأي عمل .. يمكن أن يعرض الجميع إلى الخطر والهلاك .
وبهذا أصبحت القرود تعاقب نفسها بنفسها دون الحاجة لخراطيش المياه .. فأصبحوا يتولون مهمة حراسة هذه السلة بأنفسهم .. ومن أنفسهم .
القرد الجديد !!قام الخبراء بعد ذلك بسحب احد القرود من الغرفة .. واستبدلوه بقرد جديد (ما يدري ايش السالفة) أول ما دخل هذا القرد المسكين .. قفز راقصا من شدة الفرح .. باتجاه الموز في هذه السلة المنكوبة .. ولكن قبل أن يصل أليها .. ودون الحاجة لأي عقاب خارجي أو خرطوش مياه .. كالعاده قفزت بقية القرود على هذا المتهور قفزة واحده قبل أن يصل إلى هذه السلة .. وطرحوه أرضا .. وأشبعوه ضربا .. حتى أستسلم وأخذ مكانه .. وهو لا يعرف لماذا ضرب ؟؟ أو لماذا لم يتحرك الجميع تجاه هذه السلة !!
وبعد لحظات أستغفل هذا القرد الجديد من سبقوه .. وأسرع في اتجاه هذه السلة .. ولكن هيهات أن يصل إليها وعيون الجميع لهذا المتهور بالمرصاد .. حيث لحقوا به في بداية هجومه الكاسح تجاه هذه السلة .. و توصوا به هذه المرة بضربة محترمة أشد من سابقتها .. جعلته يكره الموز مدى الحياة .. دون معرفته .. لأي سبب ولأي شي يمنع من حقه في الوصول إلى فاكهته المحببة خصوصا وأنها أصبحت قريبه منه .. لا يفصله عنها .. سوا رائحتها الزكية التي يكاد أن يتذوقها في فمه من شدة قربها منه .
أخذ القرد الجديد مكانه في أحد زوايا الغرفة (يعني بلع العافية) وشال من تفكيره .. عناء الوصول إلى هذه السلة .
قرد آخر جديد !!واصل الخبراء مهمتهم بكل إتقان .. حسب خطوات الدارسة التي يقومون بها .. وأخرجوا قرد قديم من القرود التي دخلت مع أول دفعه .. الذين شاهدوا عقوبة المياه الجماعي .. واستبدلوه بقرد جديد .. أخينا بالله (القرد الجديد) .. ما كذب خبر .. أول ما دخل الغرفة .. وشاهد سلة الموز .. فك عمره عليها .. ولكن يا حليله قبل يوصل الى سلة الموز .. شالوه القردة الموجودين بالغرفة .. وبطحوه أرضا ولقنوه درسا .. مثل القرد الذي قبله .. درسا لن ينساه سنين طويلة .. بسبب تجرؤه .. واقترابه من سلة الموز .
الغريب في الموضوع ؟! أن القرد الذي دخل قبل هذا القرد بلحظات .. كان يشاركهم مهمة الضرب .. على الرغم من أنه ( لم يشاهد ) ولم يكن موجودا من ضمن القرود التي تعرضت لعقوبة المياه !! ولكنه شاهدهم يضربون كل من يحاول الوصول إلى هذه السلة .. حتى هو تعرض لضربهم عند دخوله للغرفة أول مره عندما حاول أن يصل إلى سلة الموز .. فأصبح يشاركهم في مهمة الضرب هذه .. بل أصبح شريكا أساسيا في مهمة حراسة هذه السلة .. مع العلم أنه لا يعرف لماذا يدافع عنها كل ما يعرفه أنه يشارك في ضرب كل من تسول له نفسه من الاقتراب من هذه السلة .
قرود جديدة !! استبدل الخبراء بنفس الطريقة .. جميع القرود الذين شاهدوا عقوبة المياه بقرود جديدة .. سحبوا واحدا تلو الآخر بالتدريج .. حتى أصبح جميع من بالغرفة من القرود الذين لم يشاهدوا عقوبة المياه .. وعلى الرغم من ذلك مازالوا محافظين على ما ورثوه ممن كان قبلهم في مهمة حراسة هذه السلة .. مع أن جميع الموجودين الآن لم يتعرضون ولو لنطفة ماء تقع على رؤوسهم الغبية ومع ذلك أصبحوا يضربون بعضهم ويضربون كل من يفكر من الاقتراب من هذه السلة ؟؟!!
لأنهم هكذا ورثوا .. انطباعهم عن هذه السلة ممن سبقوهم .. دون أن يحملوا أنفسهم .. مهمة وعناء الوصول إلى حقيقة عدم الوصول إلى هذه السلة ؟؟ أو حتى يكلفوا أنفسهم مجرد الاستفسار عن سر عدم الاقتراب من هذه السلة
فقط الدفاع عنها .. وتقدسيها .. والخوف منها .. لا لشيء .. إلا أنهم ورثوا هذا الخوف عن من كان قبلهم !!!!!!
..
..
سؤال : هل نحن في حياتنا اليومية مجرد قرود ؟؟ نخاف من لاشيء ؟؟
سؤال آخر : هل الدول العربية والإسلامية .. أصبحت نسخ متفرقه .. من هذه القرود ؟؟
سؤال أيضا آخر : هل خدعنا بهذا الوهم الذي نعيشه ؟؟ عن جيوشهم التي لا تقهر ؟؟
..
متى نلغي من قاموسنا .. ذل الانبطاح