الميرغني: أصابع الخارج سبب أزمات السودان

أعلن الزعيم السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني رفضه التام لفكرة انفصال جنوب السودان، وسط مؤشرات على تصويت الجنوبيين بالانفصال عن السودان خلال الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل.
وقال زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني، إن حزبه له موقف واضح من استفتاء تقرير المصير في الجنوب منذ عام 1995، وفقًا لاتفاق "الميرغني جارانج" الذي تم توقيعه 1988 مع جون جارانج، زعيم المتمردين الجنوبيين والذي ينص على وحدة السودان ترابا وشعبا.
وأوضح الميرغني في تصريحات للصحفيين بالقاهرة عقب لقائه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأحد، أنه عندما طرح موضوع تقرير المصير امتنع "الحزب الاتحادي الديمقراطي" عن التوقيع، مشددًا على وحدة السودان الآن ومستقبلاً، حتى لو حدثت جهود من جانب البعض للانفصال، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" الاثنين.
وتساءل الميرغني عن إصرار بعض القوى الأجنبية لتعزيز الانفصال، قائلا إن "الدول التي ترعى هذا التوجه قائمة على الوحدة، سواء في غرب الأطلسي أو في أوروبا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة.. فلماذا يتبعثر السودان؟"، مؤكدًا على وجود علاقات طيبة مع هذه الأطراف، معربا عن أمله أن يعدلوا مواقفهم، لأن هذا كيد للسودان وشعبه.
وأشار إلى أن التدخلات الأجنبية هي المسئولة عن المشكلات التي تتجاذب السودان، فالجنوب ينفصل ودارفور يعاني، مؤكدا عدم الرغبة في العداء مع الشعوب، وحل الأمور بعيدًا عن التطرف، وعبر الرجوع إلى الشعب السوداني في ظل وجود ضمانات بالشفافية والنزاهة، وأن يعبر عن تطلعات وتوجهات الشعب السوداني.
وحول تصريحات سلفا كير، زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، رئيس حكومة الجنوب، حول إقامة علاقات مع "إسرائيل" في حال الانفصال وما تؤشر إليه، قال الميرغني إن "كير نفى هذا الكلام، وهذا يكفي، وعلى كل حال هذه جبهة أخرى".
وكان سلفاكير، صرح في الأسبوع الماضي أنه لا يستبعد إقامة "علاقات جيدة" مع إسرائيل وفتح سفارة لها في جوبا عاصمة الإقليم، في حال اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء المقرر مطلع العام المقبل، مبررًا ذلك بأن إسرائيل "هي عدوة للفلسطينيين فقط، وليست عدوة للجنوب".
وحول الخلافات القائمة على تقاسم السلطة والثروة وتقسيم الحدود بين الشمال والجنوب ومدى ملاءمة الظروف لعمل الاستفتاء، قال الميرغني: "أتمنى في المقام الأول أن يكون الاستفتاء أو الانتخابات حرة ونزيهة ولا يشوبها (تلبيس)".
ويبقى أكثر من شهرين عن البداية المقررة لاستفتاء على ما إذا كان جنوب البلاد المنتج للنفط سيعلن استقلاله. وهذا الاستفتاء منصوص عليه في اتفاق للسلام أنهى صراعا منفصلاً بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين.
ويقول محللون إن الانفصال المتوقع للجنوب قد يشجع الجماعات المتمردة في أجزاء أخرى من السودان.

» واشنطن تعرض على السودان صفقة الانفصال
» واشنطن تقترح حلاً بديلاً لاستفتاء جنوب السودان