الشاعر محمد صالح
مدي بساط العز فوق المجزرة
أنتِ الصمودُ وأنتِ أنتِ المفخرة
مدي بساط العزِّ جسرَ كرامةٍ
جاء الشهيد مكبرا كي يعبرَه
وأتى الصغارُ يقبلون جراحَه
ويبـايعــون الله عنــد المقبرة
أنْ لا نجونا والبلادُ سليبةٌ
لبني قريظة واليهودُ مُعسكرة
ولنثأرنَّ لكلِّ ثكلى صـارخ ٍ
تستنهضُ الإسلامَ كي تستنصره
ولكلِّ طفلٍ غيَّبتـه رصاصة ٌ
خشيت نوازع ثأره المتسترة
ولكل شيخ قرعته بنادقٌ
باسم الخيانة والوجوه المنكرة
للقدس دنسها القرودُ وسوَّروا
مستوطناتهمُ وشدوا السيطرة
***
يا أمة المليار صرتِ فريسة
وتكالبَ الخصيانُ حول الجوهرة
وتجاسرَ الطغيانُ حتى أذعنتْ
راياتنا ترجو إليه المعذرة
وتسابقَ المتحكمونَ بأرضنا
أيٌّ يسلمهُ البلادَ محررة
من كلَِ غيور على أعراضه
ومن القبائلِ والسيوفِ المشهرة
ومن الحناجر والخناجر والقنا
ومن الشبيبة والعقول النيرة
***
خمسون عاما والبلادُ أسيرة
يحتلها شخصٌ يسمى عنترة
ستون عاما والمفاوضُ تاجرٌ
باسم الدماء وأرضنا مستثمرة
ستون عاما والكروشُ كواكبٌ
تطغى على كلِّ الليالي المقمرة
نوقٌ إذا أنت استمعت زئيرهم
لحسبتهم أسدا غلابا قسورة
يتنازلون عن القضية عفة
ويقدمون العفو قبل المقدرة
ليفوز بالقدس الحبيبة طامعٌ
ونفوز بالتصفيق بعد الثرثرة
***
يا أيها الطفلُ المدججُ بالحصى
يا فارس الميدان وسط الجمهرة
أنت اليقينُ وكلُّ جيش ٍ باطلٌ
هذي الجيوش زواحفٌ مستنفرة
أهدافها حفظ ُ النظام وقمعنا
وحماية الكرسي تحت القنطرة
يا صاحبَ الحجر المبارك لا تقل
لم يبقَ شيءٌ بعدُ حتى أخسره
في سورة الإٍسراء وعدٌ قاطعٌ
أن تعلو البنيانَ ثمَّ تـتبِّـره