السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز أختي العزيزة
تأتي هذه الكلمة بعد أن بدأت بعض الحوارات حول المواضيع المطروحة في المنتدى تأخذ منحنى سلبي يتم توجيه النقد فيها الى الشخصية دون الموضوع والحق أن يبقى النقد والتوجيه الى الموضوع نفسه دون الإشارة الى شخص بعينه...
لذا أرجو أن تقبل هذه الكلمة من أخ لكم...غيور عليكم...
أخي أختي رغم أن ممارسة النقد هو أمر صحي و ضروري خصوصاً في المسائل الدنيوية الثقافية والتي هي عرضة للصواب والخطأ من وقت الى آخر يبقى إحترام الشخص وكرامته أمر قد فرضه الله على الجميع وأقره في كتابه الكريم { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً } (الإسراء: 70)
فلا ينبغي لي ولا لأي أحد التفريط فيه، ولكن كلمة الحق يجب أن تقال مهما بلغت الامور في حدود الموضوع والموضوع فقط.
لذلك ان كيل الانتقادات لشخصية صاحب الموضوع أمر يخرج الحوار عن الإطار العلمي والثقافي والذي يقرأه الجميع بحثاً عن الحق والفائدة, وقد يذهب بعيداً الى حيث لا نريد ولا يعكس الشخصية الحقيقة لصفوة الشباب السعودي والعربي المثقف القادر على مسك زمام الأمور بحكمة, وذلك من حيث الوقوع في مستنقع إستخدام الألفاض السوقية وعدم الخروج بفائدة من أي نقاش راقي هادف يرقى الى مستوى هذا الملتقى بمن فيه. ومن ذلك قوله تعالى قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظةالحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل الآية 125
ومن سلبيات توجيه الإنتقاد لشخصية صاحب الموضوع هو تعنّت الشخص الموجه له الإنتقاد بشكل شخصي وأن تأخذه العزة بالخطأ مما يبعده عن الحق حتى وإن كان قد علمه, وهذا ما لا نريده وهو الهروب من وجه الحقيقة لمجرد التعنت...فكلنا إخوة هدفنا هو الأخذ بأيدي إخواننا الى الحق باللتي هي أحسن لقوله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل الآية 125
دون المساس بشخص المتحدث والتركيز على الموضوع أو الفكرة المطروحة فهي خط التواصل ومحور النقاش بين المتحاورين والطريقة السليمة في تصحيح المسار نحو الصواب.
إن النقد لمجرد النقد وإفشاء السلبيات هو أمر لا يساهم بأي شكل من الأشكاال في تصحيح المسار نحو الصواب, فيجب أن يكون التوجه نحو إصلاح الخلل والتوجيه السليم نحو الحق...وهذا يأتي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوسع أبوابه في قوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) التوبة:الآية 71
. وفي قوله تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ)
آل عمران الآية 110
ومن الطرف الآخر يجب أن يكون قبول النقد بصدر رحب حيث لا يوجد منا من هو معصوم من الخطأ, فمراجعة النفس أمر مهم خصوصاً بعد معرفة الخطأ فقد قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) الحشر الآية 18 وقوله تعالى (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ... ) البقرة الآية 284
هذا وصلى الله وسلم على الرسول الكريم