"علماء المسلمين" بالعراق تطالب بمحكمة لجرائم الحرب
طالبت "هيئة علماء المسلمين بالعراق"، الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتشكيل محكمة حرب دولية حول الجرائم التي شهدها العراق منذ احتلاله في 2003، في أعقاب نشر وثائق كشفت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين بالعراق على يد قوات الاحتلال منذ الغزو الأمريكي للبلاد، وإماطة اللثام عن عمليات تعذيب وانتهاكات جنسية للمعتقلين بالسجون العراقية.
وشدد الدكتور مثنى حارث الضاري مسئول الثقافة والإعلام بالهيئة- أكبر مرجعية للسّنة بالعراق- في تصريحات لفضائية "الجزيرة" على أهمية أن تقوم كل المنظمات الإنسانية والحقوقية المعنية بإيصال حقيقة الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الامريكية ضد العراقيين، محملاً المجتمع الدولي مسئولية ممارسة مهامه لتشكيل محاكم للتحقيق في هذه الجرائم وليست محكمة واحدة.
وثائق بالأسماء
وبعد أن دأبت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على إخفاء الأرقام الفعلية لعدد الضحايا المدنيين، كشفت الوثائق المسربة من صفوف المؤسسة العسكرية الأمريكية أن حصيلة الضحايا تفوق الأرقام المعلنة، ويصل العدد الإجمالي للقتلى إلى 285 ألف قتيل، بينهم 150 ألف مدني، دفعوا حياتهم جراء الغزو الأمريكي للعراق.
وأوضح الضاري أن "الهيئة دأبت ومنذ بدء الاحتلال السافر الذي قادته الإدارة الأمريكية عام 2003 على توثيق كل الجرائم التي أُرتكبت في العراق من خلال البيانات والتصريحات أو المؤتمرات الصحفية، ولديها الآن كم كبير من الوثائق الخاصة بتلك الجرائم والانتهاكات"، كما يؤكد.
وأعرب عن أسفه الشديد لعدم تعامل معظم وسائل الإعلام بجدية مع الأرقام والاحصاءات التي تعلنها الهيئة، والتي جاءت الوثائق التي نشرها موقع "ويكيليكس" المتخصص في الكشف عن الوثائق العسكرية لتتثبت صحة ما ذهبت اليه الهيئة طيلة السنوات السبع الماضية بهذا الشأن.
وكشف الضاري، أن "لدى الهيئة وقائع ووثائق بالأرقام والأسماء وكثيرة جدًا تثبت كل ما عُمِّم من جرائم وانتهاكات في الوثائق التي يبدو أن موقع "ويكيليكس" لم يعلن عنها حماية لنفسه ولكي لا يتسبب بالضرر لبعض الأشخاص"، معربًا عن اعتقاده بان هناك اتفاقا مع الإدارة الأمريكية كنوع من الصفقة.
مقبرة جماعية
ولم يكشف ويكيليكس عن مصدر الوثائق التي نشرها حتى اليوم إلا أن شكوكًا حامت حول برادلي مانينج المحلل في شؤئن الاستخبارات العسكرية الامريكية الموضوع رهن الاعتقال العسكري.
وقال متحدث باسم الموقع في لندن إن وثائق العراق تمت مراجعتها لإخفاء أسماء الأشخاص وألا "تتضمن أي معلومات تضر بالأفراد".
وكانت الوثائق أظهرت رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على أنه زعيم ميليشيا تخضع لإمرته مباشرة فرق أمنية ربما تورطت في تنفيذ اعتقالات ضد السّنة، واستعملت العنف ضد من يعتبرهم تهديدًا لنفوذه السياسي.
وقال الضاري إن "الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب العراقي لم تقم بها جهة واحدة، وإن كانت جرائم المالكي واضحة وظاهرة بالنسبة لنا وتحدّث عنها الأمين العام للهيئة (الشيخ حارث الضاري) في برنامج "بلا حدود" قبل شهر من شاشة الجزيرة"، متهمًا المالكي بأنه جعل من العراق مقبرة جماعية مفتوحة.